يقف الحزب الجمهوري الأمريكي على أعتاب معركة داخلية يصفها مراقبون بأنها ستكون «ساخنة» لاختيار من سيقوده في المستقبل قبل الانتخابات الرئاسية المقررة في 2024.
وفيما أعلن الرئيس السابق دونالد ترمب ترشحه، فإنه من المرجح ترشح آخرين أبرزهم حاكم فلوريدا رون ديسانتيس، الأمر الذي يكشف وجود خلافات ستطفو على السطح في السباق لاختيار المرشح الجمهوري للرئاسة.
وفي هذا السياق، رأت شبكة «سي إن إن» الأمريكية أنه قبيل بلوغ انتخابات 2024، سيكون هناك اختبار بشأن طبيعة الحزب الذي يريد أن يكون عليه الجمهوريون، إذ إنه في يناير القادم ستختار اللجنة الوطنية الجمهورية رئيسها للعامين القادمين.
وكان الرئيس التنفيذي لشركة «ماي بيلو» مايك ليندل أعلن (الإثنين) أنه سيترشح للمنصب، وقال سأترشح لرئاسة اللجنة الوطنية الجمهورية أمام رونا ماكدانيال.
وبحسب الشبكة، فإنه يبقى أن نرى ما إذا كان ليندل سيصبح مرشحاً محتملاً (أو حتى ما إذا كان سيفوز بتأييد ترمب). لكن من المعروف أن رونا ماكدانيال، التي فازت للمرة الأولى برئاسة اللجنة بعد فوز ترمب في انتخابات 2016، ستسعى لفترة ولاية ثانية.
وكانت ماكدانيال حليفاً قوياً لترمب. ولم يتضح كيف سيتم النظر إلى ترشح ماكدانيال مجدداً بعد نتائج الجمهوريين المخيبة للآمال في انتخابات 2022، إذ فشل الحزب في استعادة الأغلبية بمجلس الشيوخ وتولي قيادة مجلس النواب بعدد قليل من المقاعد.
وقال أحد مساعدي ماكدانيا لـ«سي إن إن»: في وقت سابق من هذا الشهر تلقت رونا تعهدات خاصة بالدعم من حوالى 100 عضو من 168 باللجنة الوطنية الجمهورية، وهو ما سيكون أكثر بكثير من أغلبية بسيطة تحتاجها لإعادة انتخابها.
لكن التحدي الأكبر أمام ماكدانيال سيكون هو النائب عن نيويورك لي زيلدين الذي خسر بفارق ضئيل في سباق تنافسي مفاجئ أمام الحاكمة الديمقراطية كاثي هوشول.
وكان زيلدين أرسل رسالة بريد إلكتروني منتصف نوفمبر الجاري إلى أعضاء اللجنة الوطنية الجمهورية، مؤكداً أنه «ينظر بجدية كبيرة» للترشح لرئاسة اللجنة.
واعتبر أن الوقت قد حان لإعادة تنظيم حزبنا، وتحويله والفوز بالرئاسة في 2024، وزيادة أعداد المقاعد التي يسيطر عليها الجمهوريون في الكونغرس.
ورأى تحليل الشبكة الأمريكية أن السباق على مقعد رئاسة اللجنة الوطنية الجمهورية، يبدو وكأنه سباق ستخسره ماكدانيال، لكن قد يكون للكيفية التي سيؤثر بها ترمب تأثيراً حقيقياً، وسيكون بمثابة اختبار مبكر لحجم السلطة التي يتمتع بها بين الجمهوريين.